Minggu, 07 Desember 2014

Kitab At-Tibyan fi nahyi muqotoa'atil arhaam wal aqoorib wal ikhwaan (KH. Hasyim Asy'ari)


التبيان
في النهي عن مقاطعة الرحام والقارب والخوان
تحرير الفقير إليه تعالى
محمد هاشم أشعرى الجومباني
عفا الله عنه وعن والديه
ومشايخه وجميع
المسلمين
آمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للبه البذى جعبل صبلة الرحبام مبن أفضبل القرببات
وقطيعتهبا مبن أقببح البذنوب وأفحبش السبيئآت، جباءت ببذلك
اليبات البينبات، ووردت ببه الحباديث الصبحيحات عبن صباحب
الشبرع عليبه أفضبل الصبلة وأتبم السبلم وعلبى آلبه وصبحبه
السادة العلم.
أمبا اليبة فقبوله تعبالى: {وَاتقُّبوا اللّبهَ الّبذِي تسَباءلُونَ ببِبهِ
وَالرَْحَام} أي اتقوا قطيعتها {إنِّ اللّهَ كاَنَ عَلَيكْمُْ رَقِيباً}، فإنببك
إذا علمت أن الله رقيب علبى أعمالبك حبافظ لهبا مجباز عليهبا
رجعت إليه وامتثلت أمره وكنبت علبى غايبة الخبوف مبن أليبم
عقابه وعظيم حجابه واحتفظت على صلة أرحامك وخفببت مببن
مقاطعتهم، وقوله تعالى: {فَهَلْ عَسَبيتْمُْ إنِ تبَبوَلّيتْمُْ أنَ تفُْسِبدُوا
فِي الْرَْضِ وَتقَُطّعُوا أرَْحَامَكمُْ. أوُْلَئكَِ الّذِينَ لَعَنهَُمُ اللّهُ فَأصَببمّهُمْ
وَأعَْمَى أبَصَْارَهُمْ. أفَلَ يتَدَبرُّونَ الْقُرْآنَ أمَْ عَلَى قُلُوبٍ أقَْفَالُهَببا}،
وقببوله تعببالى: {وَالّببذِينَ ينَقُضُببونَ عَهْببدَ اللّببهِ مِببن بعَْببدِ مِيثبَباقِهِ
وَيقَْطَعُونَ مَا أمَرَ اللّهُ بهِ أنَ يوُصَلَ وَيفُْسِدُونَ فِببي الرَْضِ أوُْلَئكَِ
لَهُمُ اللّعْنةَُ وَلَهُبمْ سُبوءُ البدّارِ}، فمبن عنبده أدنبى يقظبة وفهبم
وتدبر يرجع عن قطيعة الرحم بأدنى مما دلت عليه أية من هبذه
اليات الثلث، ولو فتحت عين بصبيرتك وظهبرت مبن النقبائص
سريرتك لفهمت من هبذه اليبات مبا يحملبك علبى إفبراغ كبل
وسعك في صلة الرحام ما أمكنك، وقوله تعالى: {وَمَا يضُِلّ ببِبهِ
إلِ الْفَاسِقِينَ. الّذِينَ ينَقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بعَْدِ مِيثاَقِهِ وَيقَْطَعُونَ
مَبا أمَبرَ اللّبهُ ببِبهِ أنَ يوُصَبلَ وَيفُْسِبدُونَ فِبي الرَْضِ أوُلَببئكَِ هُبمُ
الْخَاسِرُوْن}.
وعن محمد الباقر رضي الله عنه أن أباه عليا زين العابببدين
رضي الله عنه قال: {ل تصَُاحِبْ قَاطِعَ رَحِم لنَيّ وَجَدْتهُ مَلْعُوْنبًبا
فِيْ كتِاَبِ اللهِ تعَالَى فِيْ ثلَثَةَِ مَوَاضِعَ}، وذكبر اليبات السبابقة،
آية سورة القتال واللعن فيها صبريح، وأيبة الرعبد واللعبن فيهبا
بطريق العموم لن ما أمبر اللبه ببه أن يوصبل يشبمل الرحبام
وغيرها، وأية البقرة واللعن فيهبا بطريبق السبتلزام إذ هبو مبن
لوازم الخسران.
وأما الحاديث فأخرج الشيخان عن أببي هريبرة رضبي اللبه
عنه قال: قال رسول اللبه صبلى اللبه عليبه وسبلم: { إنِّ اللّبهَ
خَلَقَ الْخَلْقَ. حَتىَّ إذَِا فَرَغَ مِنهُْمْ قَامَتِ الرّحِمُ فَقَالَتْ: هَذَا مَقَبامُ
الْعَائذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ. قَالَ: نعَمْ. أمَا ترَْضَينَْ أنَْ أصَِبلَ مَبنْ وَصَبلَكِ
وَأقَْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بلَىَ. قَالَ: فَذَاكِ لَكِ }.
وصح قوله صلى الله عليه وسلم: {مَا مِنْ ذَنبْببٍ أجَْببدَرُ مِببنْ
أنَْ يعَُجّلَ الله لِصَاحِبهِ الْعُقُوبةَ في البدّنيْاَ مَبعَ مَبا يبَبدّخِرُ لَبهُ فبي
الخَِرَةِ مِنَ الْبغَْيِ وَقَطِيعَةِ الرّحِم وَالْخِياَنبَبةِ وَالْكبَبذِبِ، وَإنِّ أعَْجَبلَ
الطَاعَةِ ثوَاباً لَصِلَةُ الرَحِم،ِ حَتبّبى إنِّ أهَْبلَ البيَبْبتِ لَيكَوُْنبُبوْا فَجَبرَةً
فَتنَمُْوْ أمَْوَالُهُمْ وَيكَثْبُبرُ عَبدَدُهُمْ إذَِا توَاصَبلُوْا، وَمَبا مِبنْ أهَْبلِ بيَبْبتٍ
يتَوَاصَلُوْنَ فَيحَْتاَجُوْنَ، وإنّ أعَْمَالَ بنَبِبى آدَمَ تعُْبرَضُ كبُبلّ خَمِيبْبسٍ
وَلَيلَْةِ جُمْعَةٍ، فَل يقُْبلَُ مِنهَْا عَمَلُ قَاطِعِ رَحِم}ٍ.
وصح {ثلَثَةٌَ ل يدَْخُلُوْنَ الجَنةَّ: مُدْمِنُ الخَمْرِ، وَقَاطِعُ الرّحِببم،ِ
وَمُصَدّقٌ باِلسّحْرِ}، وقوله صلى الله عليه وسلم: {الرَحِمُ مُعَلّقَةٌ
باِلعَرْشِ تقَُوْلُ: مَبنْ وَصَبلَنيِْ وَصَبلَهُ اللبهُ، وَمَبنْ قَطَعَنبِبيْ قَطَعَبهُ
اللهُ}.
وصح قوله صلى الله عليبه وسبلم: {يقبول اللبه تعبالى أنَبَبا
الرّحْمَنُ خَلَقْبتُ الرّحِبمَ وَشَبقَقْتُ لَهَبا اسبما مِبنْ اسْبمِي، فَمَبنْ
وَصَلَهَا وَصَلْتهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطعْتهُ}
وقال صلى الله عليه وسبلم: {أرَْببَبى الرّببَبا السِْبتطَِالَةُ فِبيْ
عِرْضِ المُسْلِم بغَِيرِْ حَقّ، وَإنِّ هَذِهِ الرَحِمَ لَشِجْنةٌَ مِنَ الرَحْمَببنِ}
يعنى قرابة مشتبكة كاشتباك العروق، وفيها لغتان كسر الشببين
وضمها مع إسكان الجيم {تقَُوْلُ: ياَرَبّ إنِيّْ قطعت، يا رب إنببي
أسيء إلي، يا رب فيجيبهبا، أل ترضبين أن أصبل مبن وصبلك ؟
وأقطع من قطعك؟}.
وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسبلم أنبه قبال: {إنّ مِبن أرْببَبى الرّببا السْبتطِالَةَ فبي عِبرْضِ
المُسْلِم بغَِيرِْ حَق، وإن هذه الرحم شجنة من الرحمن عز وجل،
فمن قطعها حرم الله عليه الجنة}. رواه أحمد والبزار.
وعن ابن عمر رضي اللبه عنهمبا رفعبه أنبه قبال: {الطبابع
معلق بقائمة العبرش، فبإذا اشبتكت الرحبم وعمبل بالمعاصبي
واجترئ على الله بعث الله الطابع فيطببع علبى قلببه فل يعقبل
بعد ذلك شيئا}.
وعن رجل من خثعم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
وهو في نفر من أصحابه، فقلت: أنت البذي تزعبم أنبك رسبول
الله ؟ قال: "نعبم". قبال: قلبت: "يبا رسبول اللبه، أي العمبال
أحب إلى الله تعالى ؟"، قال: "اليمان ببالله". قبال: قلبت: "يبا
رسول الله، ثم مه ؟"، قال: "ثم صلة الرحم". قبال: قلبت: "يبا
رسببول اللببه، ثببم مببه ؟"، "ثببم المببر بببالمعروف والنهببي عببن
المنكر". قال: قلت: "يا رسول الله، أي العمال أبغض إلى الله
؟"، قال: "الشراك بالله". قال: قلت: "يا رسول الله ثم مه ؟"
قال: "ثم قطعية الرحبم". ". قبال: قلبت: "يبا رسبول اللبه ثبم
مه ؟" قال: "ثم المر بالمنكر والنهي عن المعبروف". رواه أببو
يعلى بإسناد جيد.
وعن أبي أيوب رضي الله عنه: {أنَّ أعَْرَابيِا عَبرَضَ لِرَسُبولِ
اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي سَفَرٍ، فَأخَذَ بخِطَام نبَباقَتهِ أوَْ
بزِمَامِهَا، ثمُّ قَالَ: ياَ رَسُولَ اللّهِ أوَْ ياَ مُحَمّدُ أخَْبرِْنيِ بمَِبا يقَُرّبنُبِبي
مِنَ الْجَنةِّ وَمَا يبُاَعِدُنيِ مِنَ النبّبارِ. قَبالَ فَكبَبفّ النبّبِبيّ صبلى اللبه
عليه وسلم، ثمُّ نظَرَ فِي أصَْحَابهِ، ثبُبمّ قَبالَ: "لَقَبدْ وُفّبقَ أوَْ لَقَبدْ
هُدِيَ" قَالَ: "كيَفَْ قُلْتَ؟" قَالَ فَأعَبادَ. فَقَبالَ النبّبِبيّ صبلى اللبه
عليه وسلم: "تعَْبدُ الله ل تشُْرِكُ بهِ شَيئْا، وَتقُِيمُ الصّبلةَ، وَتبُبؤْتيِ
الزّكبَباةَ، وَتصَِببلُ الرّحِببمَ، دَعِ الناّقَببةَ}. وفببي روايببة: {وَتصَِببلُ ذَا
رَحِمَكَ. وَلَمّا أدَْبرَ، قَالَ رَسُولُ اللّهِ صبلى اللبه عليبه وسبلم "إنِْ
تمَسّكَ بمَِا أمُِرَ بهِ دَخَلَ الْجَنةَّ"}. رواه الشيخان واللفظ لمسلم.
وعن ابن عبباس رضبي اللبه عنهمبا قبال: {إن اللبه ليعمبر
بالقوم الديار ويثمر لهم الموال، ومبا ينظبر إليهبم منبذ خلقهبم
بغضبا لهبم، قيبل: وكيبف ذاك يبا رسبول اللبه ؟ قبال بصبلتهم
أرحامهم} رواه الطبراني
(تنبيه) المراد ببالرحم البتي تجبب مبا كبان هنباك محرميبة،
وهمبا كبل شخصبين لوكبان أحبدهما ذكبرا والخبرى أنبثى لبم
يتناكحا، كالباء والمهات والخوة والخببوات والجببداد والجببدات
وإن علوا ن والعمام والعمبات ةالخبوال والخبالت. فأمبا أولد
هؤلء فليست الصلة بينهما واجبة، كجبواز المناكحبة بينهمبا إهببب
تهذيب الفروق.
وعن عائشة رضي اللبه عنهبا: {أن النببي صبلى اللبه عليبه
وسلم قال لها: "إنه من أعطي حظبه مبن الرفبق فقبد أعطبي
حظبه مبن خيبر البدنيا والخبرة، وصبلة الرحبم وحسبن الجبوار
وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في العمار"}. رواه أحمد
وروي عن درة بنت أبي لهب رضي الله عنها قالت: قلت يبا
رسول الله من خيبر النباس ؟ قبال: {أتقباهم للبرب وأوصبلهم
للرحببم وآمرهببم بببالمعروف وأنهبباهم عببن المنكببر}. رواه أبببو
الشيخ.
وعن أنس رضي الله عنه قَالَ: {قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ
عَلَيبْبهِ وَسَببلّمَ ل تقَبباطَعُوا وَل تبَبدَابرَُوا وَل تبَاَغَضُببوا وَل تحَاسَببدُوا
وَكوُنوُا عِباَدَ اللّبهِ إخِْوَانبًبا وَل يحَِبلّ لِمُسْبلِم أنَْ يهَْجُبرَ أخَباهُ فَبوْقَ
ثلَثٍَ}. البخاري وأببو داود والنسبائي ومسبلم والطببراني، وزاد
فيه {يلَْتقَِيبَبانِ فَيعُْبرِضُ هَبذَا وَيعُْبرِضُ هَبذَا وَخَيرُْهُمَبا الّبذِي يبَبْبدَأ باِلسّلمَ، يسَْبقُِ إلَِى الجَنةِّ}. قبال مالبك: "ل أحسبب التبدابر إل
العراض عن المسلم، يدبر عنه بوجهه".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ الله صببلى
الله عليه وسبلم: {ل يحَِبلّ لِمُسْبلِم أنَْ يهَْجُبرَ أخَباهُ فَبوْقَ ثلَثٍَ،
فَمنْ هَجَرَ فَوْقَ ثلَثٍَ فَمَباتَ دَخَبلَ النبّبارَ}. رواه أببو داود، وفبي
رواية لببي داود: قبال النببي صبلى اللبه عليبه وسبلم: {ليَحَِبلّ
لِمُؤْمِنٍ أنَْ يهَْجُرُ مُؤْمِنا فَبوْقَ ثلَثٍَ، فبإنِْ مَبرّتْ ببِبهِ ثلَثٌَ فَلْيلَْقَبهُ
فَلْيسَُلّمْ عَلَيهِْ، فإنِْ رَدّ عَلَيهِْ السّلمَ فَقَدِ اشْترَكاَ فببي الجْبرِ، وَإنِْ
لَمْ يرَُدّ عَلَيهِْ فَقَدْ باَءَ بالثمْ.ِ وَخَرَجَ المُسَلّمُ مِنَ الْهِجْرَة}.
(تنبيه) المراد بالهجرة أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلثة أيام
لغير غرض شرعي، وبالتدابر العراض عن المسبلم، ببأن يلقباه
فيعرض عنه بوجهه، وبالتشاحن تغير القلوب المبؤدي إلببى أحبد
ذينك. أفاده العلمة ابن حجر في الزواجر.
وعن ابن عباس رضي اللبه عنهمبا قبال: قبال رسبول اللبه
صلى الله عليه وسلم: {ل تحَِبلّ الهِجْبرَةُ فَبوْقَ ثلَثَبَةِ أيَبّبام،ٍ فَبإنِْ
الْتقَياَ فَسَلّمَ أحَدُهُمَا فَرَدّ الخَرُ اشْترَكا فِبيْ الجَْبرِ، وَإنِْ لَبمْ يبَبرُدّ
برَِئَ هَذَا مِنَ الثِمْ وَباَءَ بهِ الخَر}، وأحسبه قال: {وَإنِْ مَاتاَ وَهُمَا
مُتهًَاجِرَانِ ل يجَْتمَِعَانِ فِيْ الجَنةِّ}. رواه الطبراني في الوسط.
وعن ابن مسعود رضبي اللبه عنبه موقوفبا بسبند جيبد: {ل يتَهَاجَرُ الرَجُلنَِ قَدْ دَخَل فِيْ السِْلمَ،ِ إل خَرَجَ أحَدُهُمَا مِنبْبهُ حَتبّبى
يرَْجِعَ إلَِى مَاخَرَجَ مِنهُْ. وَرُجُوْعُهُ أنَْ يأَتيِهَُ فَيسَُلّمُ عَلَيهِْ}.
وروى البزار بسند صحيح أنه صبلى اللبه عليبه وسبلم قبال:
{لو أن رجلين دخل في السبلم فباهتجرا لكبان أحبدهما خارجبا
من السلم حتى يرجع} يعنى الظالم منهما.
(فائدة) قبال العلمبة اببن حجبر رحمبه اللبه فبي الزواجبر:
"الشبه أن هجر المسبلم فبوق ثلثبة أيبام كببيرة لمبا فيبه مبن
التقاطع واليذاء والفساد. ويسبتثنى مبن تحريبم الهجبر مسبائل
ذكرها الئمة، وحاصبلها أنبه مبتى عباد إلبى صبلح ديبن الهباجر
والمهجور جاز، وإل فل" إهب. قلبت وقبد رأيبت بعينبي أن الهجبر
الواقع بيننا في هذا الزمبان ليعبود إلبى صبلح ديبن الهباجر ول
المهجور ول إلى دنياهما، بل يعود إلبى فسبادهما كمبا ل يخفبى
على المتأمل المنصف فهو من الكبائر لما فيه من فساد الببدين
والدنيا والتحاسد والتباغض. والله أعلم.
(فرع) إذا جرينا على قول صباحب العبدة أن هجبر المسبلم
فوق ثلث صغيرة وأصرّ على ذلك كان بمثابة ارتكبباب الكبببيرة.
وحد الصرار أن يتكرر منه الصغيرة تكببررا يشببعر بقلببة مبببالته
بدينه إشعار ارتكاب الكبيرة بذلك فترد بببذلك شببهادته وروايتببه.
وكذلك إذا اجتمعت صغائر مختلفبة النبواع بحيبث يشبعر أصبغر
الكبائر. أفباده الشبيخ عبز البدين اببن عببد السبلم فبي قواعبد
الحكببام. وإذا جرينببا علببى القببول بببأن الهجببر المببذكور كبببيرة
فيفسق بذلك ولو بدون إصرار وتسقط عبدالته ووليتبه لمبوليته
وتردّ شهادته وروايته. فتأمل ذلك فإنه مهم جدا، وقد يغفل عنببه
الخاص فضل عن العوام.
وعن العمش قال: كان ابن مسعود جالسا بعد الصبببح فببي
حلقة، فقال: {أنُشد الله قاطع رحم لما قبام عنبا فإنبا نريبد أن
ندعو ربنا وإن أبواب السماء مرتجة مغلقببة دون قبباطع رحببم}.
رواه الطبراني
وروي عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كنا جلوسا عند النبي
صلى الله عليه وسلم فقبال: {ل يجالسبنا اليبوم قباطع رحبم}
فقام فتى مبن الحلقبة فبأتى خالبة لبه، وقبد كبان بينهمبا بعبض
الشيء فاستغفر لها واستغفرت له، ثم عاد إلى المجلس فقببال
رسول الله صلى الله عليبه وسبلم: {إن الرحمبة ل تنبزل علبى
قوم فيهم قاطع رحم} رواه الصبهاني
(نكتة) المراد بقطع الرحم المحبرم قطبع مبا ألبف القريبب
منه من سابق الوصبلة والحسبان، سبواء كبان الحسبان البذي
ألفه منه قريبه مال أو مكاتببة أو مراسبلة أو زيبارة أوغيبر ذلبك
فقطع ذلك كله بعبد فعلبه لغيبر عبذر شبرعي كببيرة، لن ذلبك
يؤدى إلى إيحاش القلوب ونفرتهبا وتأذيهبا، ويصبدق عليبه حينئذ
أنه قطع وصبلة رحمبه. أفباده العلمبة اببن حجبر فبي الزواجبر
فتأمل وفقك الله لطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسببلم
أن شؤم القطيعة تجاوز فاعلها إلى جلسائه وقومه تمنعهم عببن
شمول الرحمة لهم كما منعت مبن شبمولها لبه فبإذا كبان هبذا
شؤمها في القوم المجالسين لقاطع فما بالبك بالقاطعبة نفسبه
فتيقظ لنفسك فإن أمر القطيعة خطيبر أي خطيبر واسبأل اللبه
تعالى أن يوفقك لصلتها وإن كان في قلبك مبا كبان فبإنه علبى
كل شيىء قدير وبالجابة جدير.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: {ثلث ل ترفع صبلتهم فبوق رؤوسبهم شببرا:
رجل أم قومبا وهبم لبه كبارهون، وامبرأة بباتت وزوجهبا عليهبا
ساخط، وأخوان متصارمان} رواه ابن ماجه وابن حبان.
وعن أبي هريرة رضي الله عنبه: {تفُْتبَبحُ أبَبْبوَابُ الجَنبّبةِ يبَبوْمَ
الثِنْيَنِْ وَ الخَمِيسِْ، وَيغُْفَرُ لِكلُّ عَبدٍْ ل يشُْرِكُ بباللهِ شَبيئْا إلِ مَبنْ
بيَنْهَُ وَبيَنَْ أخَِيهِْ شَحْناَءُ، فَيقَُبالُ: انظُْبرُوا هَبذَينِْ حَتبّبى يصَْبطَلِحَا}.
رواه مسلم.
قال أبو داود: إذا كان الهجرة لله فليبس مبن هبذا بشبيئ، فبإن
النبي صلى الله عليه وسلم هجر بعض نسائه أربعين يوما، وابن
عمر رضي الله عنهما هجر ابنا له إلى أن مات.
(قلت) وأنا الفقير إليه تعالى محمد هاشم أشعري عفا اللببه
عنه وعن والديه وعبن جميبع المسبلمين أمبا كبون الهجبرة للبه
تعبالى بالنسببة إلبى حضبرة الرسبول صبلى اللبه عليبه وسبلم
فمسلّم ومقبول، وكذلك بالنسبة إلى سيدنا عببد اللبه ببن عمبر
رضي الله عنهما. وأما بالنسبة إلى أمثالنا فيحتاج إلى دقة نظببر
وإعمال فكر، فقد رأيت بعيني أن واحدا من أهل العلم كببان لببه
اجتهاد في العبادة، يقوم الليل ويصوم النهار ول يتكلببم إل بقببدر
الضرورة ويحج البيت مرارا حتى حصلت لبه مشبيخة الطريقبة
النقشبندية. وكان في بعض أيامه يعتزل عن الناس في بيت من
منزله فل يخرج إل لصلة الجماعة وتعليم النبباس كيفيببة الببذكر.
ويوما من اليام يخرج لصلة الجمعة فلمبا وصبل إلبى المسبجد
غضب على الحاضرين في المسجد ويتكلم عليهم بكلم فبباحش
ثم يرجع فورا إلى منزله. ويوما من اليام أتاه فبي منزلبه وزيبر
البلد يطلب منه الدعاء ليكون رخينا، وأعطاه شيئا من الببدراهم
فقبله ودعا له وقابله بلطف وانشراح. وبعد أيام أتيته في منزله
وقمت أمام بيتبه زمنبا طبويل ونباديته مبرارا فلبم يجبنبي حبتى
جاءت امرأته وراء الباب وقالت إن أخاك ل يرضى أن يخرج من
محله لحد، فقلت لهبا أخببريه أن أخباك محمبد هاشبم أشبعري
يريد أن يقبابله فليخبرج، وإل سبأدخل عليبه وأخرجبه قهبرا، ثبم
أخبرته فخرج وقابلني فقلت له يبا أخبي بلغنبي أنبك تفعبل كبذا
وكذا، فلما حملك على ذلك ؟. فقال إني رأيت الناس على غيببر
صورتهم، رأيتهم مثل القبردة. فقلبت لبه لعبل الشبيطان سبحر
عينك ووسوس في قلبك وقال ألزم بيتببك ول تخرجمنببه ليعتقببد
الناس أنك من أولياء الله فيقصدونك للزيبارة والتببرك ويهبدون
إليك هدايا كثيرة فتأمل يا أخي بإنصاف، فقد قال رسبول صبلى
الله عليه وسلم لسيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهما: {وَإنِّ لِضَيفِْكَ عَلَيكَْ حَقّا}. وقال صلى الله عليه وسببلم:
{مَنْ كانَ يؤُْمِنُ باِللهِ وَاليوَْم الخِرِ فَلْيكُرِْمْ ضَيفَْهُ}. ثم بعبد أيبام
جاءني ذلك الشيخ في بيتي، وقال صدقت يبا أخبي، الن تركبت
عزلتي وفعلت مثل ما يشغل الناس، فكان كذلك إلى أن تببوفي
ذلك الشيخ رحمه الله تعالى.
ومن المعلوم أنه قد وقع الختلف في الفروع بين أصببحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم رضبي اللبه عنهبم وهبم خيبر
المة، فما خاصم أحد منهم أحدا ول عبادى أحبد أحبدا ول نسبب
أحد أحدا إلى خطأ ول قصور. وكذلك وقع الختلف في الفببروع
بين المام أبي حنيفة والمام مالك رضي الله عنهما في مسائل
كثيرة يبلغ عددها أربعبة عشبر آلف تقريببا فبي أببواب العببادة
والمعاملة، وبين المام الشبافعي وأسبتاذه المبام مالبك رضبي
اللع عنهمبا فبي مسبائل كبثيرة يبلبغ عبددها سبتة آلف تقريببا.
وكذلك بيبن المبام أحمبد ببن حنببل وأسبتاذه المبام الشبافعي
رضب الله عنهما في مسائل كثيرة كذلك، فما عادى أحد منهببم
أحدا ول شنع أحد منهم أحدا ول حقد أحد منهبم أحبدا ول نسبب
أحد أحدا إلى خطأ ول قصور، بل ل يزالون يتحببابون ويتصببافون
لخببوانهم ويببدعو كببل واحببد لهببم بكببل خيببر. وذكببر أن المببام
الشافعي لما زار قبر المام أبي حنيفة رضي الله عنهمببا وأقببام
فيه نحو سبعة أيام يقرأ فيه القبرآن العظيبم وكلمبا ختبم ختمبة
أهدى ثوابه إلى المام أبي حنيفة، وأن المام الشافعي ل يقنببت
في صلة الصبح مدة إقامته في قبة المام أبي حنيفة، ل يقببول
يندب القنوت في صلة الصبح فبتركته تأدّببا معبه. وكبذلك وقبع
الختلف بيببن شبيخي المببذهب الرافعبي والنببووي رضببي اللببه
عنهمبا فبي مسبائل كبثيرة. وكبذلك وقبع الختلف بيبن المبام
العلمة أحمد بن حجر والمبام العلمبة الرملبي وأتباعهمبا، فمبا
خاصم أحد منهم أحدا ول عادى أحد منهبم أحبدا ول نسبب أحبد
أحدا إلى خطأ، بل كانوا متحابين متآخين متصافين.
إذا علمببت ذلببك فهمببت أن مببا وقببع بيننببا مببن المخاصببمة
والمعاداة والمقاطعة بسبب اختلف في مسألة أو مسائل قليلة
من تسويل الشيطان والمباهاة والمفاخرة بين الخوان ومتابعببة
الهوى. وقد قبال تعبالى: {وَل تتَبّبِبعِ الْهَبوَى فَيضُِبلّكَ عَبنْ سَببيِلِ
اللّبه}. وقبال رسبول اللبه صبلى اللبه عليبه وسبلم: {مَاذِئبْبَبانِ
جَائعَِانِ أرُْسِل في غَنمَ بأِفَْسَدَ لهَا مِنْ حِرْصِ الْمَبرءِ عَلَبى الْمَبالِ
وَالشّرَفِ لِدِينِهِ} رواه المام أحمد والنسببائي والترمببذي، وقببال
الترمببذي حسببن صببحيح. وفببي روايببة جببابر رضببي اللببه عنببه:
{مَاذِئبْاَنِ ضَارِياَنِ يأَتْيِاَنِ فِيْ غَنمَ غَابَ رُعَاؤُهَا بأِفَْسَدَ لِلناّسِ مِنْ
حُبّ الشَرَفِ وَالمَالِ لِدِينِْ المُؤْمِنِ}. وقال الشاعر:
إذَِا أنَتَْ تاَبعَْتَ الْهَوَى قَادَكَ الهَوَىْ >< إلَِى كلُّ مَا فِيهِْ عَلَيكَْ
مَقَالُ
فنحن نرجو من إخواننا المسبلمين والعلمباء المتقيبن أن يتبعبوا
الصحابة والئمة والعلماء العاملين الصبالحين رضبي اللبه عنهبم
وعناّ بهم فبي ذلبك. وهبذا آخبر التبيبان وفقنبا اللبه وإيباكم لمبا
يرضيه عنا وغفر كل سيئة صبدرت منبا وكلنبا بحغظبه ورعبايته
أينما كنا. إنه جواد كريم رؤوف رحيم. وصبلى اللبه علبى سبيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم. يقول مؤلفه عفا الله عنه وعببن
والديه وعن مشايخه وجميع المسلمين.
فرغت من تبأليفه يبوم الثنيبن العشبرين مبن شبهر شبوال
منشهور سبنة السبتين بعبد اللبف وثلثمبائة مبن الهجبرة علبى
صباحبها أفضبل صبلوات وأتبم تسبليمات فبي منزلبي تيببوإيرع
جومباع صانه الله عن الشبر والفسباد. دعبواهم فيهبا سببحانك
اللهبم وتحيتهبم فيهبا سبلم وآخبر دعبواهم أن الحمبد للبه رب
العالمين.

1 komentar :